|

"الحصين" :  خبز الذرة هو وجبتنا في إفطار رمضان والخيرين من الأهالي يزودون بائعي التمور بالمحصول للمحافظة على إستقرار الأسعار

الكاتب : الحدث 2023-04-11 04:18:13

حوار - محمد العتيق  

 

ننعم في هذه الأيام الفضيلة بأجواء لامثيل لها ولله الحمد ، بأمكاننا تآمين ما نحتاجه  من  الأكل  والشرب  بوفرة  وبأسعار  مناسبة  للجميع ،  ولو تعود بنا الذاكرة  للزمن الماضي الجميل ، وكيف  كان معيشة  الآباء  والأجداد ، وكيف  كانت معاناتهم  مع  الصيام  لساعات طويلة  والعمل  طيلة وقت الصوم تقريباً مع  عدم  وجود  وسائل التبريد  والطعام الكافي ، لوجدنا هناك فرق كبير جداً .

في هذه الزاوية يسرنا  في "صحيفة الحدث" أن نلتقي  مع العم عبدالله بن محمد الحصيّن  أحد  سكان  محافظة المذنب  بمنطقة القصيم  ليحدثنا  عن تلك  الأيام  الجميلة وكيف  كانت الحياة في ذاك الزمان .

- ضيفنا الكريم  نرحب بكم من جديد ونريد أن نعرف مظاهر  رمضان في الماضي  وماهي  الأصناف التي  توضع على مائدة الإفطار ؟ 
الحمدلله رب العالمين  وأشكر لكم  هذا اللقاء  ، ونحن في  الزمن الماضي  قبل  سنوات  تزيد  عن  60 عاماً  كان  التمر قليل  جداً  وربما  نادر  في سفرة رمضان  وهو الوجبة الرئيسية تقريباً ، وكانت بعض الأسر  تفطر  على "خبز الذرة" بسبب ندرة  التمور والآن  ولله  الحمد   تدرجت  مع مرور  السنين  النعم  علينا  من فقر  مدقع إلى  غنى  ونعم  نسأل الله  أن يديمها  علينا  ويحفظها  من الزوال  ويرزقنا شكرها. 

- هل  تتذكرون  متى أول سنة  صيام لكم  ؟ 
نعم أتذكر ذلك اليوم بالتأكيد حيث كان في  عمر  السابعة  تقريباً ، وكما ذكرت  أن  التمر  هو  الغذاء  الرئيسي وقتها  ولا  يوجد إلا  عند القلة  من الناس  ، وكان  هناك  شخص يبيع التمر  في  سوق  الديرة  ومن  كان يمونه عائلة (العقيلي) من المذنب  حيث  كانت تباع   الوزنتين  ( 3 كيلوجرام)  بريال  واحد  . وحينما  انتصف رمضان   انتهى ما لديه من  مخزون التمر  ، وتكلم  مع الموردين (عائلة العقيلي) بأن  التمر  قد انتهى وأريد أن  أزيد في السعر  ، فرفضوا ذلك  وقالوا  له لدينا  ما يكفي  من  التمر  نزودك فيه  وتبيعه بنفس السعر  السابق رفقاً بالناس  وسداً لحاجتهم ، لكن لا  تبيع  للشخص  الواحد  أكثر  من   4 (وزان)  (6كيلوجرام ) حتى  يستفيد الجميع ويكفيهم ، وهذا الكلام  كان قبل  أكثر  من  70 سنة  .

- متى  تغيرت الأوضاع  وتحسنت الأحوال لديكم  ؟
تقريباً من  العام  1370 وقبله بقليل  بدأت  الحياة  تتغير  وأًصبحت  المواد الغذائية  أكثر  توفراً   بعد  أن  شجعت الدولة وفقها الله المزارعين  على الزراعة  بتقديمها  مساعدات وقروض للمزارعين  ودعمهم   فزادت النخيل ، وزاد الرقعة الزراعية بفضل  الله  ثم  القروض  التي  قدمت للمزارع  لحفر  الآبار  والزراعة   حتى  أكتفينا  ولله الحمد  بالتمور  والبر وغيره  من المنتجات الزراعية  وصدرت المملكة    الكثير  منها للخارج  ولله الحمد .

- كانت الزراعة في المملكة  وفي  منطقة القصيم  تحديداً في الماضي  من منتجات البر  والتمر  والآن كيف ترون  الإنتاج الزراعي  ؟ 
* كما ذكرت  في السؤال السابق ، أن الدولة وفقها الله ورعاها  دعمت المزارعين  وقدمت لهم  كافة التسهيلات  والقروض  حتى أنها تعطي  إعانة لكل فسيلة نخيل  تغرس  ،  فأصبحت  القصيم  مع مرور  الزمن  وتعاقب  السنين  وزيادة الدعم سنة  بعد أخرى حتى باتت  سلة غذاء  المملكة ، فنحن نرى ولله الحمد  الآن  كافة المحاصيل  والمنتجات الزراعية تزرع في المنطقة و في  أسواقنا بوفرة  حتى أًصبحت  أسعارها  قليلة  جداً وفي  متناول  الجميع  ،  ولا  شك أن تشجيع  ودعم  أمراء  المنطقة الذين  تعاقبوا عليها له  دور  كبير  في ذلك  ،  وسمو  أمير  المنطقة  الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود   - حفظه الله-  خير  داعم ومساند فنجده في المناسبات الزراعية  والفعاليات  المرتبطة  بالمنتجات الزراعية  ،  حيث  تحتضن المنطقة في  كل  عام مهرجانات للتمور  
والرمان  والعنب  والفراولة  والتين  وغيرها الكثير  من  منتجات المزراع في المنطقة بفضل  الله   ثم  بدعم  الدولة المباركة وفقها  الله  .

- ما رأيكم بمن يتضايق من العمل في شهر رمضان ؟ 
سؤالك  هذا يعيدني للماضي  وكيف  كان  الآباء  والأجداد في رمضان ،  حيث  كانوا يعملون  طيلة  وقت النهار  في  عز الحر ، فقد كانوا يعملون في الحصاد  من بعد الفجر  حتى  أذان الظهر  ، بعد ذلك يذهبون  لبركة  ماء  ويسبحون فيها بملابسهم    وبعد الصلاة   يبحثون عن  مكان  فيه  ظل  وينامون فيه  حتى قبيل  العصر  ، وبعد الصلاة يكملون  ما تبقى  من  عملهم  ويذهبون قبيل  المغرب  للإفطار ، كانت  معاناة   كبيرة  نسأل الله أن يكتب  لنا  ولهم الأجر ، ونحن الآن  ولله الحمد في  نعمة  كبيرة  فالعمل  لا يتجاوز  الخمس  ساعات   وفي  أماكن  مكيفة  وبدون  تعب والحمدلله  على  هذه النعم  .

- نريد أن تحدثنا  لنا  عن موقف  من المواقف التي مرت عليكم  في رمضان ؟ 
كما ذكرت  أن  التمر كان قليل في  ذاك الوقت  ، وفي  يوم  من الأيام صمنا  وتم  توزيع التمر علينا  قبل المغرب  لنفطر فيه ، وفي العام الذي يليه  كان هناك في الجامع الداخلي  في  الديرة   وقف للصائمين يقوم عليه  إمام الجامع ، ونذهب  من منازلنا للجامع  حتى نفطر هناك وأتذكر  أن  المؤذن  كان يؤذن في  المنارة   ولا ينزل  منها  بعد  الآذان  الا  ونحن قد  أكملنا فطورنا  من شدة الجوع  وعدم توفر  التمر   .

- من كلامكم ضيفنا الكريم  أن  هناك  إفطار صائم في  تلك الفترة  ؟ 
نعم  كانت موجودة  وكانت وصايا من الأجداد  ،فبعضهم يكتب في وصيته  عشاء في رمضان مقدار (20صاع ) تقريباً  ويوصي فيه  ابناءه  ومن  بعدهم  ونحن  الآن  ننفذ  وصية  جد  جدنا رحمه الله  و(نعشي) في رمضان   مقدار  ما أوصى فيه  في  كل   عام  ولله الحمد .

- في  ختام  هذا  اللقاء نريد  منكم  كلمة أخيرة  .
أولاً نشكركم  في "صحيفة الحدث"  على هذا اللقاء  وهذا الإهتمام  بماضي الأباء  والأجداد وبيانه للناس الذين لم يعيشوا فيه  أو يرونه   ، ونتمنى أن نكون  قد نقلنا لكم  الصورة كما هي في الماضي  ،  ونسأل الله  أن يديم علينا  نعمته  ويحفظ لنا  قادتنا  ودولتنا  وأن  يتم علينا   الأمن  والأمان ولا يغير  علينا  ويزرقنا شكر  نعمته